الموسوعة الشاملة - أطلس المعارف -
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموسوعة الشاملة - أطلس المعارف -

مرحبا بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 علم الإجتماع الأسري 01

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 27/08/2015

علم الإجتماع الأسري 01 Empty
مُساهمةموضوع: علم الإجتماع الأسري 01   علم الإجتماع الأسري 01 Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 04, 2015 11:47 am

علم الإجتماع الأسري


أولا: مفهوم العائلة
هناك العديد من المفاهيم المرتبطة بالعائلة وهى :
1 – العائلية Familism
شكل من أشكال التنظيم الاجتماعى يتميز بسيادة القيم العائلية التى تؤكد تبعية المصالح الفردية لمصالح ورفاهية العائلة ككل ، ويتميز هذا التنظيم بإحساس أعضائه القوى بالتوحد والولاء العائلى والعون المتبادل والاهتمام باستمرار وبحدة العائلة (1).
2- عائلة ملتحمة ( متصلة ) Family , Joint
مصطلح يستخدم عموما للإشارة إلى نمط من الأسر المركبة أو الممتدة ، يتكون من عدة أسر نووية ترتبط ببعضها البعض بروابط القرابة أو النسب (2) .
3- العائلة الأصلية ( الكبيرة ) Stem Family
صاغ هذا المصطلح فريدريك لوبلاى (1855) للإشارة إلى شكل معين من أشكال الأسرة كان منتشرا بين عائلات كبار الملاك الأثرياء فى المناطق الريفية من أوربا . وكانت حقوق ملكية الأرض أو الثروة تنتقل من جيل إلى جيل ، وكان كل وارث يصبح بؤرة التنظيم العائلى فى هذا الجيل(3).
4- عائلة ممتدة Extended family
امتداد عضوية الأسرة إلى ما بعد حدود الأسرة النووية . وهذا الامتداد يمكن أن يشمل أفرادا من نفس الجيل أو من عدة أجيال . ويمكن تصنيف أشكال العائلة الممتدة طبقا للروابط بين الأسر النووية التى تكونها . فيمكن القول مثلا أن هناك العائلة الممتدة التى تضم أسر الأخوات أو أسر الإخوة ، فى فرع الأم أو فى فرع الأب . وقد شاع استخدام تصنيف أنماط الأسرة إلى ممتدة أو نووية كثيرا فى علم الاجتماع ، إلا أنه لا يعد ذا قيمة تحليلية فى علم الأنثروبولوجيا ، حيث أن الدراسات الأنثروبولوجية للجماعات والشبكات القرابية ، تستخدم مجموعة من الفئات والتصنيفات المعقدة بدلا من التفرقة البسيطة بين الأشكال النووية والممتدة (4).
5- أسرة ( عائلة ) Family
أ- يمكن تعريف الأسرة الإنسانية . أنها جماعة اجتماعية بيولوجية نظامية تكون من رجل وامرأة ( يقوم بينهما رابطة زواجية مقررة ) وأبنائهما .
ومن أهم الوظائف التى تقوم بها هذه الجماعة ، إشباع الحاجات العاطفية ، وممارسة العلاقات الجنسية ، وتهيئة المناخ الاجتماعى الثقافى الملائم لرعاية وتنشئة ، وتوجيه الأبناء .
ويلاحظ أن الجماعة التى تتكون على الأساس السابق وتمارس هذه الوظائف تختلف فى بنائها إختلافا واضحا ، ومن ثم يتعين عند تعريف الأسرة أن يتضمن التعريف الإشارة إلى النماذج المحتملة لهذه الجماعة .
ب- وتتألف الأسرة الإنسانية البيولوجية العامة من الآباء وأبنائهم، وقد تشتمل الأسرة البسيطة أبناء بالتبنى الرسمى ويطلق على هذا الشكل مصطلح الأسرة النواة Nuclear Family أو الأسرة المباشرة أو البيولوجية أو الأسرة الأولية أو الأسرة المحدودة .
ويتفق معظم العلماء على أن هذا الشكل البسيط للأسرة منتشر فى كافة المجتمعات .
جـ- ويقوم على هذا النموذج من نماذج الأسرة نماذج أخرى متعددة كالأسرة الممتدة Extended Family والأسرة الممتدة الزواجية التى تتكون عن طريق إضافة أزواج أخر ( زواج الأخوة من امرأة واحدة البوليجامى).
د- وقد واجهت علماء الاجتماع صعوبة بالغة فى معالجة الأسرة نظرا لأنها تخلط بين سمات بيولوجية عامة لدى البشر ، وسمات أخرى عديدة .
فنجد مثلا ماكيفر يكتب عن الأسرة قائلا : " أن الأسرة جماعة تعرف على أساس العلاقات الجنسية المستمرة على نحو يسمح بإنجاب الأطفال ورعايتهم " غير أن هذه المحاولة للتوصل إلى تعريف ينطبق انطباقا عاما . تعتمد أساسا على الأهمية الاجماعية لإحدى الوظائف البيولوجية الأساسية ، ومن ثم فهى تتجاهل طائفة كبيرة من الجوانب الثقافية الكامنة فى الأسرة . على أن ماكيفر وأن كان قد اهتم بالعامل البيولوجى ، إلا أنه يؤكد مدخلا تاريخيا هاما فى علم الاجتماع وهو الطابع النظمى الذى تتخذه الأسرة لما تؤديه من وظائف مجتمعية هامة . ومع أن هذا المدخل يعد ضروريا لدراسة الأسرة ، إلا أنه يتعذر استخدامه كأساس وحيد لتعريفها ، لأنه يتجاهل العديد من الوظائف الشخصية للأسرة ونتيجة ذلك ، يتحدث علماء الاجتماع فى الوقت الحاضر عن التحول الذى طرا على نظام الأسرة ، حين تتجه إلى أن تصبح نوعا من الرابطة أو التفاعل المستمر بين بعض الأشخاص أو ما يسمى " بالمرافقة " .
لكن هذه النظرة أيضا تغفل أهمة الأسرة كجماعة إنسانية عامة . ونجد روبرت لوى R.H Lowie يكتب عن الأسرة قائلا : "أن الأسرة هى الوحدة الاجتماعية القائمة على الزواج" ، اى أنه يجعل من الأسرة ظاهرة ثقافية خالصة ، على حين انه يلاحظ أن بيلز و هيوجر يصفان الأسرة " جماعة اجتماعية تربط بين أعضائها روابط القرابة " .
ويحتاج هذا التعريف بالطبع إلى تحديد معنى القرابة أو روابط القرابة ، حتى يمكن إدخال الزوجين ضمن الأسرة . وهكذا ، نلاحظ أن أى تعريف مقبول للأسرة يجب أن يأخذ فى الاعتبار كلا من الجانب الثقافى والبيولوجى ، ويحسب حسابا للخصائص النظامية والشخصية على السواء .
هـ- ويحاول جيلين أن يحدد أهم خصائص الأسرة من خلال وضعها فى الإطار البيولوجى الثقافى الملائم ، فهى : أولا : تتميز بوجود رابطة زواجية بين عضوين على الأقل من جنسين مختلفين ، ثانيا : تعترف ببعض صلات الدم التى تنبنى عليها مصطلحات القرابة والتزاماتها ، وثالثا : تشير إلى شكل معين من أشكال الإقامة . ورابعا: تقوم على مجموعة وظائف شخصية ومجتمعية تمارسها الأسرة .
و- ويعرف بيرجس E.W Burgess ولوك H.J.Locke الأسرة فى كتابهما The Family بأنها :
"جماعة من الأشخاص يرتبطون بروابط الزواج والدم أو التبنى ويعيشون معيشة واحدة ، ويتفاعلون كل مع الأخر فى حدود أدوار الزوج والزوجة ، الأم والأب ، الأخ و الأخت ، ويشكلون ثقافة مشتركة " .
غير أن هذا التعريف الذى يقدمه بيرجس ولوك لا يعد تعريفا كافيا للأسرة لأن الروابط الأسرية التى أشارا إليها قد تتطلب فى بعض المجتمعات اعترافا اجتماعيا بحيث لا يقتصر فيها على مجرد أنجاب الطفل فى الأسرة . ففى بعض المناطق بميلانيزيا مثلا قد لا تتحدد الأسرة التى ينتمى إليها الطفل عن طريق الولادة ، بل تتحدد عن طريق أداء بعض الأفعال الاجتماعية .
فالرجل الذى يدفع أجر القابلة يعتبر أبا للطفل كما تعتبر زوجته أما له . كما أن هناك مجتمعات لا يعرف فيها بوضوح الدور الفسيولوجى للرجل فيما يتعلق بإنجاب الطفل.
وعموما ، فإن من اهم الانتقادات التى توجه إلى تعريف بيرجس ولوك . أنهما أغفلا الاختلافات الجوهرية التى تظهر حول طبيعة بناء الأسرة واهتمامها .
ز- وتعرف الأسرة النواة بأنها " جماعة صغيرة تتكون من زوج وزوجة وأبناء غير بالغين وتقوم كوحدة مستقلة عن باقى المجتمع المحلى " . ويعتبر هذا الشكل الخاص من أشكال الأسرة من اهم خصائص المجتمع الصناعى الحديث ، لأنه يعبر عن الفردية التى تنعكس فى حقوق الملكة والأفكار والقوانين الاجتماعية العامة حول السعادة والإشباع الفردى .
كما يعبر أيضا عن عمليات التنقل الاجتماعى والجغرافى فى هذا المجتمع .
وتعد الأسرة النواة ظاهرة بارزة فى المجتمعات الصناعية المتقدمة ، لأنها تعتمد فى تماسكها على الجذب الجنسى والصداقة التى تقوم بين الزوج والزوجة ، وبين الآباء والأبناء . غير أنه سرعان ما تضعف الروابط الأسرية عندما يكبر الأبناء. سواء من خلال تأثير جماعات الأصدقاء ، أو نتيجة لعمليات التنقل الاجتماعى والجغرافى .
إلا أنه فى المجتمعات البسيطة أو التقليدية توجد رابطة تجمع عددا من الأسر النواة أو قد تخضع لبناء أسرى كبير ومركب . ولذلك يسمى فوجل P.F Vogel وبل N .W. Bell " كل تجمع أوسع من الأسرة النواة وتقوم روابطه على أساس من الانحدار أو الدم أو الزواج أو التبنى الأسرة الممتدة " . وفى هذا الصدد يميز ميردوك G.P Murdock بين شكلين أساسين من أشكال الأسرة المركبة : الأسرة الممتدة التى تتكون من أسرتين صغيرتين أو أكثر يرتبطان فيما بينهما من خلال إمتداد علاقة الابن المتزوج بوالديه ومثال ذلك ارتباط الأسرة النواة التى يكونها الابن المتزوج بأسرة والديه ( أسرة التوجيه ) . ويختلف هذا الشكل عن الأسرة التعددية التى تتكون من ارتباط أسرتين صغيرتين أو أكثر عن طريق الزيجات الجمعية أو عن طريق الاشتراك فى سلف واحد ، ويعرف هذا الشكل باسم الأسرة المتصلة (5) .
ثانيا : مفهوم الأسرة
مصطلح خلافى فى علم الأنثروبولوجى يكتنف تعريفه المشكلات وعدم الاتفاق ، وإن كان شأنه شأن مصطلح وحدة المعيشة يستخدم بشكل غير دقيق ودون التزام بتعريف دقيق. وقد استعرض يانيجا ساكو Yanigasako .هذا الموضوع . وقدم لنا تلخيصا ممتازا لكثير من القضايا الرئيسية المرتبطة بتعريف هذين المفهومين . وهناك اتفاق عام على أن جوهر الأسرة هو علاقات القرابة ، على حين أن جوهر وحدة المعيشة هو الأنشطة المنزلية . وعلى ذلك فالأسرة ووحدة المعيشة يمكن تمييزهما عن بعضهما ، كما أنهما فى الواقع الإمبريقى كثيرا ما يختلفان أيضا عن بعضهما البعض . وفى دراسات المجتمعات القروية يستخدم مصطلح " أسرة " فى الغالب للإشارة إلى جماعات قرابية مشتركة - ذات تعريف قانونى محدد ، وظيفتها الأساسية هى التحكم فى الثروة ( خاصة الأرض الزراعية ) .
ولكن مثل هذا التعريف الوظيفى للأسرة لا يصلح للاستخدام فى كثير من المجتمعات ( سواء القبلية أو الصناعية ) . حيث تكون مسئولية حيازة الثروة والأرض الزراعية وغيرها من الأنشطة الاقتصادية من اختصاص جماعات أخرى غير الأسرة . وهناك محاولات أخرى لتعريف الأسرة على أسس وظيفية ، من بينها تلك التى تعرفها بالإشارة إلى وظائفها الجنسية ، أو الإنجابية ، أو تنشئة الأطفال ، أو غيرها من الوظائف المنزلية . ومع ذلك ، وكما أوضح يانيجا ساكو ، فليست هناك وظيفة واحدة ، أو مجموعة وظائف يمكن القول بأنها منتشرة عالميا ، وأنها تمارس بواسطة مجموعة من الأفراد الذين تربطهم قرابة الدم ويمكن أن نطلق عليهم إسم " أسرة " لهذا السبب اتجه كثير من علماء الأنثروبولوجيا إلى رفض التعريفات الوظيفية، مفضلين عليها التعريفات البنائية .
وهكذا يعرف جود إنف Goode nough الأسرة النووية العالمية بأنها تلك الجماعة التى تتكون من امرأة وأطفالها الذين تقوم على تربيتهم وعندما تضم تلك الجماعة الأسرية فضلا عن ذلك الأب ( زوج المرأة ) ، يطلق عليها جودإنف اسم " الأسرة الزواجية الأولية " . أما عندما تضم هذه الجماعة إلى جانب ذلك أقارب دمويين للمرأة ( غير أطفالها ) فيسميها " الأسرة القرابية " ( أو الأسرة ذات القرابة الدموية ) . غير أن جودإنف لم يحدد المكونات الوظيفية لتلك العلاقات .
وقد توصل فورتس إلى صياغة تعريف يمكن أن يلقى قبولا لدى كثير من الأنثروبولوجيين حيث اعتبر الأسرة هى " النواة الإنجابية " للجماعة المنزلية . وهذه الجماعة الإنجابية قد تضم وقد لا تضم فى فترة معينة زوج المرأة . ولذلك فإن العلاقات الدموية القرابية أو المصاهرة يمكن أن تدرس تحت الموضوع العام : القرابة ، الذى لا يفترض سلفا أولوية معينة لأى جماعة أو وحدة بذاتها . وقد ذهب ليفى شتراوس إلى أن مفهوم الأسرة النووية بالاستخدام التقليدى غير ملائم وناقص من ناحية التحليلية ، لأن البناء الأساسى للعلاقات القرابية يتضمن دائما موضوع تقديم الزوجة أو علاقات التحالف ، وهو يمثل جزءا لا يتجزأ من ذلك البناء .
الأسرة النووية كما عرفها ميردوك باعتبارها تتكون من الأم ، والزوج ، والأطفال ليست عالمية الوجود فى كل المجتمعات على نحو ما نرى على سبيل المثال عند شعب النايار Nayar فى جنوب الهند حيث تتم علاقات الزواج فى أضيق الحدود ، وان الوحدة الاجتماعية المكونة من الأم وأطفالها ليست لها علاقة مهمة مع الأب أو زوج الأم.
لذلك نلاحظ أن الاتجاه الموروث عن مالينوفسكى وغيره من الأنثروبولوجيين الذين يكزون دائما على الوظيفة الإنجابية ويعتبرونها جوهر وأساس الأسرة ،هذا الاتجاه يقعدنا عن دراسة التنوع الثقافى المقارن فى دلالة هذه الوظيفة الإنجابية ، وتفسيرها من النواحى الاجتماعية الثقافية . ويلاحظ يانيجا ساكو أن دراسات الأسرة فى ميدان الأنثروبولوجيا كثيرا ما تميزت بالتعصب السلالى والتعصب للرجل ، مما دفعها إلى تجاهل المكون السياسى لعلاقات المرأة ولوجهة نظر المرأة فى بناء الأسرة وعمليتها (6) .
وقد اهتم عدد كبير من البحوث الأنثروبولوجية بدراسة التنوع الثقافى المقارن فى وظائف الأسرة وأشكالها ، رغم عدم الاتفاق حتى الآن على تعريف للأسرة يصدق على كل الثقافات . وهكذا ظهرت عمليات تنميط متضاربة،ركز بعضها على اختبار الفروض المتعلقة بالعموميات النفسية الاجتماعية ، على حين ركز بعضها الآخر على اختبار الفروض التطورية . ويلاحظ أن كثيرا من الدراسات الأنثروبولوجية للأسرة وبناء الجماعة المنزلية يستند إلى فرض تطورى و/ أو نفسى مؤداه : أن الأسرة ( النووية ) تمثل الوحدة الإنتاجية والإنجابية والاجتماعية الأساسية فى كل المجتمعات . وأن كل التجمعات أو التكوينات القرابية أو المكانية أو السياسية هى كيانات يدل التاريخ على أنها قامت واعتمدت عليها. ويرتبط هذا الرأى فى أعمال فورتس بنظرية تحليلية نفسية تعطى الأولوية للعلاقة بين الأم والطفل ، وأن كل العلاقات العاطفية والاجتماعية الأخرى إنما تنبع من تلك العلاقة ويعارض هذا التصور مفكرو النظرية البنيوية ونظرية التحالف(وخاصة ليتش ونيدهام) الذين يرون أن أساس الأنساق القرابية هى علاقة بين فئات وليس عموميات نفسية.
ويلاحظ أن التمييز الشائع فى علم الاجتماع بين أشكال الأسرة النووية والممتدة لم يستخدم كثيرا فى إطار الأنثروبولوجيا .ذلك أن الأنثروبولوجيا تتجه بدلا من ذلك إلى استخدام أسلوب أكثر دقة وإحكاما فى دراسة وتصنيف الأنماط العديدة للأسرة والجماعة المنزلية فى المنظور الثقافى المقارن .ومع ذلك فإن جانبا كبيرا من الجدل الذى دار عن الأسرة انصب حول ثنائية النووية والممتدة والفرض الشائع بأن التصنيع يؤدى إلى انهيار روابط الأسرة الممتدة . ويرى يانيجا ساكو أن الجانب الأكبر من تلك المناقشات زائف فى الحقيقة ، لأنه ينطلق من ثنائية شديدة الفجاجة تميز بين أشكال الأسرة الممتدة . لذلك يتعين إعادة صياغة تلك المناقشات فى ضوء استمرار وتحول الأشكال والوظائف الأسرية فى المجتمعات التى تشهد التصنيع والتغير الاجتماعى .
وقد ازدهرت المناقشات حول موضوع مستقبل الأسرة فى المجتمع الصناعى فى جانب منها بفضل الشواهد الأنثروبولوجية عن النسبية الثقافية لأشكال الأسرة ، وعن الفرض الشائع بان العلاقات الأسرية مسألة " طبيعية ".كما ركزت تلك المناقشات على موضوع العلاقة بين الأسرة والتنشئة الاجتماعية والأنساق السياسية أو الإيديولوجية .
وتلك قضية معقدة لأن البحوث التاريخية عن الأسرة قد أوضحت أن هناك بعض صورة التناقض وعدم الاتساق بين أشكال الأسرة وقيمها من ناحية ،والنظم السياسية والاقتصادية الدينية فى المجتمع الكبير من ناحية أخرى .إن الأسر تعمل -من بعض النواحى -من خلال عملية التنشئة الاجتماعية على استمرار الأنساق الإيديولوجية وأنساق القيم فى المجتمع الكبير ،ولكنها يمكن أن تعمل -من نواح أخرى ،وفى ظل ظروف أخرى -على مناوءة أو محاربة تلك الأنساق ،خاصة فى فترات التغير الاجتماعى أو خلال عملية تكون الثقافات الفرعية (7) .
الأسرة تنظيم اجتماعى
تعتبر الأسرة جماعة ذات تنظيم داخلى خاص ،كما أنها وحدة فى التنظيم العام للمجتمع .وعلى حين أننا نستطيع أن نبدأ بدراسة بعض مظاهر التنظيم الداخلى للأسرة ،إلا أن العلاقات التى تتميز بها ، والعمليات التى تجرى فيها لا يمكن تفهمها إلا إذا اعتبرناها إنعكاسا لموقف الأسرة كجزء متفاعل فى مجتمع معين (Cool .
وهناك تقسيمات متعددة للأسرة من بينها : -
1- أسرة نواة Family Atomistic
نموذج أسرى تميز أعضاؤه بدرجة عالية من الفردية وبالتحرر الواضح من الضبط الأسرى ، مما يترتب عليه أن تعلو مصلحة الفرد مصالح الأسرة ككل . وتمتاز الأسرة النواة بصغر حجمها ،حيث تتكون عادة من زوج وزوجة وأبنائهما غير المتزوجين ولا يحدث إلا نادرا وفى ظل ظروف استثنائية أن يعيش أحد البناء المتزوجين مع والديهم . ويرى كثير من الباحثين فى علم الاجتماع الحضرى أن هذا النموذج من الأسرة هو الذى يتزايد انتشاره فى المجتمعات الحضرية (9) .
2- أسرة زواجية Family , Conjugal
أحد نماذج التنظيم الأسرى الذى تكون العلاقات الأساسية فيه قائمة على محور العلاقة بين الزوج والزوجة أكثر من قيامها على العلاقات الدموية وتقوم بالأدوار الهامة فى هذا النموذج الزوج والزوجة وأبناؤهما غير المتزوجين وإذا ضمت الأسرة أقارب آخرين فإن دورهم يكون سطحيا وثانويا ولا تشكل الأسرة فى هذه الحالة أو تتحول إلى أسرة ممتدة (10) .
3- أسرة المرافقة( الرفقة)Family, Companionship
الأسرة التى يقوم السلوك فيها على " العاطفة والاتفاق المتبادلين بين الأعضاء " .وقد وصفها كل من أرنست بيرجيس F.W Burgess وهارفى لوك H .J Locke بأنها " نموذج مجرد أو نمط مثالى فى مقابل النمط المثالى للأسرة النظامية .
وقد ارتبط ظهور أسرة الرفقة بانهيار الاقتصاد التقليدى ،واختفاء الوظائف التربوية والدينية والترفيهية التى كانت تقوم بها الأسرة التقليدية ،وتلاشى علاقات الجوار والمظاهر التقليدية الأخرى التى كانت تشكل احد مصادر الضبط غير الرسمى وخصوصا فى المدينة الحديثة . ويرى كثير من دارسى الأسرة فى الوقت الحاضر وخاصة فى المجتمعات الغربية أن تبادل العواطف أصبح يمثل وظيفة جوهرية لأسرة اليوم ومصدرا هاما لضبط سلوك أعضائها (11) .
4- أسرة مركبة Family ,Compound
نموذج أسرى يصاحب نظام تعدد الزوجات أو تعدد الأزواج حيث تتحد أسرتان نوويتان أو أكثر عن طريق الزوج المشترك أو الزوجة المشتركة (12) .
5- أسرة قرابية ( دموية ) Family , Consanguine
أحد نماذج التنظيم الأسرى الذى ينصب التأكيد الأساسى فيه على روابط الدم بين الآباء والأبناء أو بين الأخوة والأخوات أكثر مما ينصب على العلاقة الزوجية بين الزوج والزوجة . ومعنى هذا أن علاقات القرابة الدموية تعلو على علاقة الزوجين وتشكل الأسرة القرابية أو تتحول عادة إلى أسرة ممتدة يعيش فى نطاقها جيلين أو ثلاثة (13) .
6- أسرة التوجيه Family of Orientation
وتسمى أيضا " أسرة المولد " وهى تشير إلى الأسرة النووية التى ولد وتربى فيها الفرد (14) .
7- أسرة زواجية Family of Marriage
تعرف أيضا باسم " أسرة التناسل " وهى أسرة نووية يكونها الفرد بالزواج وإنجاب الأطفال (15) .
8- الأسرة المشتركة المتصلة Joint Family
يستخدم هذا المصطلح بنفس المعنى الذى يستخدم به مصطلح الأسرة الممتدة كما أنه يستخدم لوصف أشكال معينة من الأسرة الممتدة . ويدل بهذا المعنى الأخير ، أحيانا على أشكال الأسرة الممتدة التى تتكون من أسر نووية ترتبط فيما بينها بروابط القرابة ( والزواج كالإخوة والأخوات المتزوجين وأسرهم ) أو يدل على ترتيبات أخرى خاصة ناتجة عن ترابط عدة أسر نووية (16) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://http://ainelabed.com/
 
علم الإجتماع الأسري 01
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموسوعة الشاملة - أطلس المعارف -  :: قسم علم الاجتماع-
انتقل الى: